تلغراف: إيران لن تدافع عن سوريا في وجه إسرائيل وروسيا صامتة

تلغراف: إيران لن تدافع عن سوريا في وجه إسرائيل وروسيا صامتة

اسبوع بعد اسبوع ونحن نشهد المزيد من الادلة التي تؤكد ان الحرب في سوريا تمتد خارج الحدود وتطال القوى الاقليمية، وفق التلغراف.

ففي جنوب سوريا انتهت الاردن لتوها من اجراء انتخابات وهي تواجه تدفقا غير مسبوقا لعدد اللاجئين السوريين، وفي العراق هناك عشرات الالاف من المتظاهرين السنة الذين يتظاهرون ضد الحكومة التي يغلب عليها الطابع الشيعي، ومنذ يومين تقريبا شهدت انقرة هزة امنية بعد التفجير الذي طال السفارة الاميركية فيها، والقي اللوم على حزب التحرير الشعبي الثوري التركي وجبهة النصرة وهي الجماعة المنتمية الى تنظيم القاعدة في سوريا، في حين ان العلاقة بين تركيا وسوريا تعد في ادنى متسوياتها.

ولعل الاهم من ذلك كله هو احتمال تدخل اسرائيل في الازمة السورية، فعلى ما يبدو ان الطائرات الاسرائيلية قصفت عدة اهداف بما في ذلك مركز بحوث الاسلحة البيولوجية.

ويبقى من غير الواضح ما اذا كانت هذه الصواريخ ثابتة ام تم نقلها، الا انه في الايام السابقة، فان مجلس الوزراء الاسرائيلي اكد ان الاسلحة الكيميائية ليست الوحيدة التي تثير قلقهم، فكون القاعدة على بعد 5 اميال من الحدود السورية- اللبنانية، فان اسرائيل قلقة من ان يتم نقل الصواريخ الى حزب الله.

واوضحت الصحيفة ان هناك شيئا ملتبسا في هذه الرواية، فسوريا تلقت فقط هذه الصواريخ من روسيا خلال العامين الماضيين( واللافت انه تم شراؤها بعد ان دمرت اسرائيل المفاعل النووي السوري في العام 2007) وبالتالي لماذا سيتخلى النظام السوري عن الصواريخ لحزب الله وهو في اشد الحاجة اليها لردع منطقة الحذر الجوي او التدخلات الاجنبية الاخرى؟

هناك احتمال واحد ان تكون هذه الصواريخ قد تم نقلها لاسباب امنية وبالتالي فان اسرائيل عاجزة عن ايجاد مكانها مما يعزز احتمال تجاوز الخطوط الحمر واشتعال حرب على نطاق اوسع في حال تم تفجير موقع الاسلحة الكيميائية عن غير قصد.

واشارت الصحيفة الى ان هذا السيناريو مستبعد حتى الان، لكون النظام السوري منهمك بمواجهة المعارضة، ومن ناحية اخرى فان ايران وقبل بوم واحد من عملية القصف في سوريا، اشار احد الشخصيات السياسية البارزة في ايران الى ان اي هجوم على سوريا يعتبر بمثابة هجوم على ايران وكل حلفائها، وبعد الهجوم حذر نائب وزير الخارجية الايراني من "عواقب وخيمة على تل ابيب"، الا انه في الواقع فان ياران ليست قادرة على فعل الكثير في هذا الشأن، فصحيح انه بامكانها استهداف المصالح الاسرائيلية خارج المنطقة كما فعلت في العام الماضي انتقاما من اغتيال علمائها النوويين، الا انها بحاجة الى الحفاظ على وضع معين في حال تم تهديدها مباشرة، وحزب الله لم يتأثر بالتفجير وبالتالي فانه لن يرغب في ان يتدخل ويتحمل مسؤولية تدمير لبنان.

وروسيا التي لا تزال ترسل مساعدات للنظام السوري، لديها قلق بسيط: الا تصبح الاجراءات الاسرائيلية كنوع من التدخل العسكري للاطاحة بالاسد، وما دامت اسرائيل لا تقصد ان يكون هجومها في خدمة المتمردين فان روسيا من المرجح الا تقوم باي تحرك بهذا الخصوص.

واوضحت الصحيفة ان الطائرات الاسرائيلية لا تزال تخترق الاجواء اللبنانية ومن المرجح ان تشن ضربات اكثر عبر الحدود، فالولايات المتحدة اعطت الضوء الاخضر للقيام بمثل هذه الهجمات بهدف الضغط اكثر فاكثر على الاسد، وما يجعل الوضع اكثر تعقيدا ان الولايات المتحدة على استعداد لشن ضربات جوية في حال سيطر الثوار على الاسلحة الكيميائية.

وختمت الصحيفة بالقول انه طيلة عامين تعاملت اسرائيل مع سوريا على اساس ابقاء مسافة بينهما وارسال تهديدات الى الاسد، وكون الحكومة السورية تضعف اكثر فاكثر فان اسرائيل تجد صعوبة في عزل نفسها عن الاحداث التي تدور في الدول المجاورة، وبالتالي في حال تكررت الضربات الجوية فان السياسة بين سوريا واسرائيل سوف تنهار.


المصدر

---